قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده من شعره وكان كافرا أراد أن يختبر حال النبي صلى الله عليه وسلم بعدما سمع من قريش، فتلا عليه الرسول الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال، وعاد إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، ولكن قومه عصوه وامتنعوا عليه، ولم يجبه إلى الإسلام إلا أبو هريرة رضي الله عنه.
فعاد إلى النبي وقال له: يا رسول الله إن دوسا عصت فادع الله عليهم، فقال الرسول: اللهم اهد دوسا، فقال الطفيل: ما كنت أحب هذا، فقال الرسول: إن فيهم ملكا كبيرا، وكان ملكهم عمرو بن حممه الدوسي يقول في الجاهلية: إن للخلق خالقا لكني لا أدري من هو..؟ فلما سمع بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ذهب ومعه خمسة وسبعون رجلا من قومه فأسلم وأسلموا، فلما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لدوس بالهداية، ورأى الطفيل أن لا مفر من دعوتهم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ابعثني إليهم واجعل لي آية (علامة) على أني مبعوث من قبلك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "اللهم نور له نورا بين عينيه "فقال الطفيل: يا رب أخشى أن يقول الناس ((مثلة)) أي عيبا وداء في وجهي، فحول الله النور إلى طرف سوطه فكان يضيء له في الليلة المظلمة..