تابع لفكر التربوي في رسائل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وخطاباته
الأفكار والتوجيهات التربوية التي حوتها رسائل الملك عبد العزيز
"المربي" وثمارها الحضارية
إن الباحث حين يتناول نصاً من النصوص في أي جزء من أجزاء بحثه لابد أن يأخذه ويحلله ويدرسه بعمق ودراية، هذا إن كان النص عادياً، فما بال الباحث وهو يحلل ويدرس نصاً في رسالة لمؤسس دولة، فإنَّه يعرف أن هذه رسائله وتلكم الكلمات كان لها وزنها في تأسيس دولة وإعداد أمة. لذا فإن الباحث حين يقف أمام هذه الرسائل ليسأل الله -تعالى- أن يوفقه إلى تحليلها بحسب قصد قائلها ومراده منها، وهو المربي القائد الملك عبد العزيز يرحمه الله تعالى.
وبعد النظر وسبر غور الرسائل التي وردت في الفصل السابق، استخلص الباحث الأسس والمبادئ والقواعد التربوية التي أقام الملك المؤسِّس عليها الدولة في شئونها التعليمية في حياته، واستمر أنجاله عليها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، نسأل الله العلي القدير أن يستمر هذا المنهج إلى يوم الدين.
ومن هذه الأسس والمبادئ والقواعد التربوية:
أولاً: التخطيط التربوي:
فيما ظهر للباحث من خلال دراسته لرسائل الملك عبد العزيز أن التخطيط التربوي وإن كان يبدو أنه متأخر، إلا أن تاريخه كان متقدماً، فقد أصدر الملك عبد العزيز يرحمه الله أمره السامي الكريم في ٢٣ محرم عام ١٣٤٧هـ بمدينة الطائف - حين كانت الدولة تسمى المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها - بإنشاء أول مدرسة منظمة في غرضها ومواد دراستها، وتحديد زمن الدراسة فيها حتى التخرج، وكيفية التقويم فيها، وإعطاء الحوافز والمكافآت. وسُميت "مدرسة المطوفين".