للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ..} كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل، حين سئل عن الإحسان فقال: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك".

وفي مواجهة المصطلحات الغربية الوافدة، لابد لنا من أن نعيد طرح مصطلحاتنا القرآنية بقوة - والتي تمتاز بالإضافة لما قدمنا - بأنها تحمل طابع العقيدة دائما، حيث تعطيها الأولوية في كل شيء مما يجعلها منسجمة مع نظرتنا العامة إلى الحياة، والتي نستمدها من القرآن نفسه، فلا نقع في تناقض بين عقيدتنا ومصطلحاتنا - كما هو حادث اليوم بعد فشو المصطلحات الغربية - حيث نشاهد الاضطراب الذي يعم المسلمين جميعا بعد أن أصبحت هذه المصطلحات بدهيات مسلمة، وحقائق مقررة، عند العوام والخوص، مما حدا ببعض المفكرين إلى استعمال هذه المصطلحات، وإعطائها مفهوم إسلاميا، وقطعها عن جذورها التاريخية والفكرية، إرضاء لهذه الجماهير التي سحرتها هذه المصطلحات والشعارات، وبدلا من أن تكون هذه المصطلحات جسرا يعبره المنادون بها إلى الإسلام - كما كان يظن - غدت جسرا يعبره المسلمون إلى تلك الأفكار والقيم التي تمثلها هذه الشعارات، لأن الجسر الذي يكون صالحا للذهاب، فهو صالح للإياب أيضا، خاصة وقد جاءت هذه الدعوة في ظروف غير مناسبة، حيث كانت تلك الشعارات والمصطلحات قد وصلت إلى الحكم وأخذت طريقها للتنفيذ، وعبرت بالمسلمين ذلك الجسر إلى الجاهلية.