كان الناس يقولون في عهد التابعين ومن بعدهم: إن فقهاء المدينة سبعة يصدر الناس عن آرائهم، وينتهون إلى قولهم وإفتائهم، ويقول عبد الله بن المبارك في شأنهم، إنهم كانوا إذا جاءتهم المسألة دخلوا فيها جميعا فنظروا فيها ولا يقضي القاضي حتى ترفع إليهم فينظروا فيها، وهؤلاء السبعة هم: سعيد بن المسيب المتوفى سنة ٩٥ للهجرة، وخارجة بن زيد ابن ثابت المتوفى سنة ١٠٠، والقاسم بن محمد بن أبي بكر المتوفى سنة ١٠٦، وعروة بن الزبير المتوفى سنة ٩٩، وسليمان بن يسار الهلالي المتوفى سنة ١٠٩، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف المتوفى سنة ٩٤ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المتوفى سنة ٩٩.
وجعل ابن المبارك مكان أبي سلمة بن عبد الرحمن سالم بن عبد الله بن عمر المتوفى سنة ١٠٦، ونقل العراقي في التبصرة عن يحي بن سعيد أنه بلغ بهم اثني عشر، وعدّ فيهم سعيد بن المسيب الذي لا خلاف في شأنه، كما أنه قلّ من يخالف في أنه سيدهم ومقدمهم، بل هو كما صرح أكثر الأئمة أنه أفضل التابعين على الإطلاق إذا استثنينا أويسا القرني كما تراه في هذه الدراسة.
نقل عثمان الحارثي عن أحمد بن حنبل قال: سمعته يقول: أفضل التابعين سعيد ابن المسيب، قيل له: فعلقمة والأسود؟ فقال: سعيد وعلقمة والأسود، وفي رواية أخرى عنه قال: أفضل التابعين قيس بن أبي حازم وأبو عثمان الفهدي [١] .
ويقول علي بن المديني شيخ البخاري: سعيد عندي أجل التابعين.
ويقول أبو حاتم الرازي: ليس في التابعين أنبل من سعيد.