للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسلوب الإسلامي لوقاية المجتمع من الخمر والمسكرات

الدكتور أحمد عبيد الكبيسي

حقيقة الخمر ونشأتها:

الخمر: كلمة عربية، ويرجح أنها مستعارة من الآرامية على الرغم من شيوعها في الشعر الجاهلي، وسميت خمرا، لأنها تركت فاختمرت، واختمارها: تغير ريحها. وقيل: سميت بذلك لمخامرتها العقل.

أما "وين" فهي الصيغة العربية للكلمة العبرية "بين"ومعناها: العنب الأسود [١] غير أن صاحب اللسان قد نقل عن ابن بري: أن "الوين"هو العنب الأبيض، أما بقية من نقل عنهم فيذهبون إلى أنه العنب الأسود.

ولا يمكن تحديد الزمن الذي اكتشفها الإنسان فيه، ويظهر أنه عرفها منذ زمن بعيد جدا [٢] . فلقد جاء ذكرها في التوراة، وكانت شائعة في عصر الرومان واليونان.

ولقد ارتبط انتشار الخمر بانتشار النصرانية، فمن المعروف أن جميع الأديرية القديمة كانت محاطة بالكروم التي تعصر الخمر بها بغية استعمالها بالصلوات الكنسية [٣] .

ثم من تطور الزمن فاصبح للخمر صناعة تنتج أنواعا مختلفة منها.

موقف المجموعة البشرية من الخمر:

لم تتردد أي مجموعة من المجموعات البشرية على اختلاف تكوينها، وتباعد الزمن فيما بينها، واتساع المساحة بين مواطنها في الوقوف من الخمرة موقف المعارض لها فكرا، والمعادي لها شيوعا، والمتردد منها تعاطيا، ولم يعرف عن أي فكر اجتماعي، أو دين سماوي أن شجع على الخمر [٤] أو أباح تعاطيها إباحة مطلقة، أو نظر لها نظرة الاحترام والتكريم [٥] .

فقد حرمتها الديانة اليهودية على وجه الإجمال. فقد أوجبت التوراة على الناذر الذي نذر نفسه للرب أن يمتنع عن الخمر والأتربة.