((إن العالم اليوم يموج من حولنا بتيارات وعقائد متباينة كل يبغي السيطرة والسيادة عبر الكلمة المكتوبة والمسموعة. وأدركت الأمم الكافرة أهمية وسائل الإعلام فسخرتها لنشر سمومها وأباطيلها، إيمانا منها بالدور الفعال الذي تلعبه وسائل الإعلام في نشر الأفكار وتغيير العقائد. ويزداد ذلك يوما بعد يوم - في الداخل والخارج - أمام تيار الدعوة الإسلامية)) .
شهد النصف الثاني من هذا القرن الأثر الملحوظ في تطور وسائل الاتصال عبر الأثير عن طريق الكلمة التي تبثها الإذاعة المسموعة، والتي تخطت بها الحواجز المادية، عبر البحار والأنهار والصحاري والقفار وإلى كل الأماكن المجهولة والنائية ... وانتقلت مع الإنسان أينما حلّ وأينما رحلّ.
وأصبح الفرد في مجتمعه لا يحيا منعزلا عن العالم الذي يعيش فيه ... وأضحى يتأثر بالقوى والمؤثرات الجديدة التي تؤثر عليه في الحاضر والمستقبل سواء بسواء.
وبما أن الإعلام وسيلة فعالة من وسائل الاتصال بالجماهير فإنه من البداهة أن يعتبر قيامها بدور فعال في الدعوة الإسلامية وفاء لواجب من واجبات الإسلام الأساسية عليها. بل إن هذا الواجب يتأكد نتيجة لمرور المجتمعات الإسلامية بعصور متطاولة من الجهل والتخلف الفكري.. كان من نتيجتها. أن تأثر وضوح الرؤية لدى هذه المجتمعات بالنسبة لأفكار الإسلام وقيمه. كما كان من نتيجته ظهور انحرافات بالغة ومدمرة، سواء من حيث السلوك أم من حيث التعلق بالخرافات والأوهام.