نشرت صحيفة الشمس اللبنانية في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق ١٢/١١/١٩٧٤م مقالا للأستاذ محمد الفرحاني بعنوان:
عهد الملك فيصل خلال عشر سنوات من عمره
إنجازات هائلة شملت كل مرافق الحياة
في مثل هذه الأيام من تشرين الثاني ١٩٦٤م كانت المملكة العربية السعودية تعيش أحلى أعيادها لمناسبة أداء البيعة لجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز العبد الرحمن الفيصل آل سعود ليعتلي عرش آبائه وأجداده فيزيده شرفا وقدرا. ولا يلبث إلا سنوات قليلة حتى يثبت للملأ أنه الجدير بملء الفراغ الهائل الذي تركه والده أسد الجزيرة العربية، عبد العزيز بن سعود... يوم رحل عن هذه الدنيا الفانية تلبية منه لنداء ربه... في تشرين الثاني ١٩٥٣م.
سنوات عشر مضت على تأدية هذه البيعة وعلى ذلك الاختيار، هي ليست شيئا في عمر الإنسان ولكنها جاءت مليئة بالأحداث الجسام، والمفترقات التي هي نقطة تحول في التاريخ المعاصر، فقد أثبت الملك فيصل خلالها أنه طاقة إسلامية هائلة وقدرة ذاتية جبارة، وقوة إنسانية خارقة، وشخصية فذة لها وزنها وحجمها في تحريك مسيرة الحياة، وقمة شامخة راسخة... حتى لقد قيل:"إنه أقوى زعيم عربي ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين..."أما في النصف الأول من هذا القرن فبلا شك وبلا جدال أبوه الملك عبد العزيز الذي بدأ طفولته وصباه شريدا طريدا، فإذا به يستعيد في شبابه ملك آبائه وأجداده مغامرة أسطورية مذهلة، ولا يلبث أن يوجد تحت رايته وضمن مبادئه شبه الجزيرة العربية كلها التي تبلغ مليونا وربع المليون من الكيلومترات المربعة.