للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرتكزات التربية الإسلامية

(الحلقة الثانية)

لفضيلة الدكتور عباس محجوب (كلية الدعوة)

ثالثاً: مرتكز العلم

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [١] .

فالقرآن هو كتاب الهداية والتربية وهي هداية وتربية لا تختص بجيل دون جيل أو قوم

دون قوم ولا بزمان ومكان معينين ولكنها هداية أجيال من البشر، وأقوام من الناس باختلاف الأزمنة والأمكنة - على منهج الخير ومنهج الله لذا كان استعمال الفعل المضارع (يهدي) الدال على الحال والمستمر في المستقبل، وهداية الله وتربيته لا تتأثران بالرأي ولا تنقادان مع الهوى ولا تميلان مع المودة والشنآن ولا تخضعان للمصالح والأغراض لأنها هداية وتربية خالق الكون وفاطر السموات. وتشمل هذه التربية عدة مجالات هي:

أولاً: مجال العقيدة: فهي تهدي إلى عقيدة واضحة بسيطة لا غموض فيها ولا التواء، تحرر الروح من الأوهام والأساطير والخرافات وتحرر طاقات البشر للعمل والبناء وتربط بين نواميس الكون الطبيعية ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق.

ثانيا: مجال الإنسان: تهدي الإنسان إلى التناسق بين مظهره ومخبره وسلوكه ودوافعه وبين النظرية في الإيمان والتطبيق في الواقع الأمر الذي يجعل الإنسان يسمو بنفسه إلى عالم أفضل وأحسن ويترجم أعماله كلها إلى عبادات حتى ولو كانت من متع الحياة مادام المقصود بها وجه الله تعالى.