العِبَادَاتُ في الإسلام وَأثرُهَا في تَضَامُن المسلِمِينَ
للدكتور علي عبد اللطيف منصور
أستاذ مشارك بكلية الدعوة وأصول الدين
العبادة في اللغة:
أصل العبادة في اللغة: التذليل من قولهم طريق معبد أي بكثرة الوطء عليه، ومنه أخذ العبد لذله لمولاه.
"والعبادة والخضوع والتذلل والاستكانة قرائب في المعاني يقال تعبد فلان لفلان، أي تذلل له.
وكل خضوع ليس فوقه خضوع: فهو عبادة، طاعة كان للمعبود أو غير طاعة وكل طاعة لله على وجه الخضوع والتذلل فهي عبادة.
والعبادة: نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أجناس النعم كالحياة والفهم والسمع والبصر" [١] .
والعبدية، والعبودية، والعبودة، والعبادة: الطاعة.
والاعتباد، والاستعباد: التعبيد.
وتعبد أستنسك، وتعبد فلانا: اتخذه عبدا [٢] .
العبد: الإنسان حراً كان أو رقيقاً، يذهب بذلك إلى أنه مربوب لباريه عز وجل.
والعبد المملوك خلاف الحر. قال سيبويه: هو في الأصل صفة. قالوا. رجل عبد، ولكنه استعمل استعمال الأسماء والجمع أعبد وعبيد. مثل أكلب وكليب. وهو جمع عزيز وعباد وعبد، مثل: سقف وسقاف وسقف.
وأنشد الأخفش:
انسب العبد إلى آبائه
أسود الجلدة من قوم عبد
وقال الليث: في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُد} أي نطيع الطاعة التي يخضع معها، وقيل إياك نوحد.
قال: ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع. ومنه طريق معبد. إذا كان مذللا بكثرة الوطء. وقوله تعالى: {وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} أي دائنون وكل من دان لملك فهو عابد له.
قال ابن الأنباري: فلان عابد، وهو الخاضع لربه المنقاد لأمره.
وقوله تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} أي أطيعوا ربكم.
والمتعبد: المنفرد بالعبادة.
والمعبد: المكرم المعظم. كأنه يعبد. قال: