للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مواصفات العبد الواصل كما يقدمها الإمام ابن قيم الجوزية

إذ يقول رحمه الله: "إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى وإرادته عرضت له الخوادع والقواطع:

- فينخدع أولاً بالشهوات، والرياسة، والملاذ، والمناكح، والملابس، فإن وقف معها انقطع وإن رفضها ولم يقف معها وصدق في طلبه ابتلي.

- بوطء عقبه، وتقبيل يده، والتوسعة له في المجلس، والإشارة إليه بالدعاء، ورجاء بركته، ونحو ذلك فإن وقف معه انقطع عن الله وكان حظه منه، وإن قطعه ولم يقف معه ابتلي.

- بالكرامات والكشوفات فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه، وإن لم يقف معها ابتلي.

- بالتجريد والتخلي ولذة الجمعية، وعزة الوحدة، والفراغ من الدنيا وأن وقف مع ذلك انقطع عن المقصود، وإن لم يقف معه، وسار ناظراً إلى مراد الله منه، وما يحبه منه بحيث يكون عبده الموقوف على محابه ومراضيه, أين كانت, وكيف كانت, تعب بها أو استراح، تنعم أو تألم، أخرجته إلى الناس أو عزلته عنهم، لا يختار لنفسه غير ما يختاره له وليّه وسيده، واقف مع أمره, ينفذه بحسب الإمكان, ونفسه عنده أهون عليه أن يقدم راحتها ولذتها على مرضاة سيده وأمره، فهذا هو العبد الذي وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده البتة.. وبالله التوفيق.

(الفوائد ص١٦٣) .

التعليق:

هذا الذي صوره الإمام ابن القيم هو المفهوم الصحيح للوصول إلى الله، وحقيقته - كما يفهم من كلام هذا الإمام - هو قطع الخوادع والقواطع التي طالما خدعت كثيراً من السائرين إلى الله فثبطتهم عن السير وقطعتهم في أثناء الطريق وأخلدوا إلى أرض الراحة والشهوات وحب الرياسة والتطلع إلى الكشوفات حتى تقبّل أيديهم ويوسع لهم في المجالس ويتحرك القاعدون إذا وصلوا إلى المجالس إلى آخر القواطع الكثيرة التي عدد أهمها الإمام ابن القيم رحمه الله.