في العدد الصادر بتاريخ ١٠/٥/٩٥ من جريدة (الرياض) كلمة لا أدري بم أصفها، خطها قلم فتىً يدعى مروان المصري بعنوان (شهرزاد الجديدة) وقد تضمنت من بذئ اللفظ ووقح التعابير ما يندى له جبين المهذّبين خجلاً، ويكاد قارئها لا يصدق أن مثل هذه التوافه الجنسية يمكن أن يتسع له صدر جريدة تصدر في عاصمة الدولة التي تحمل راية الإسلام، وفيها قِبْلِة المسلمين، والمقدسات التي تتطلع إليها عيون مئات الملايين من المؤمنين! .
إنها لعمر الحق لظاهرة رهيبة من حقها أن تهز ضمائر أولي العقل والدين، إذ تنذر بأن دفقات من السموم الدخيلة قد بدأت تتسرب إلى هذه الديار، فتهيئ الجو لظهور جيل من الضائعين، الذين رفضوا قِيَمَ أمتهم ومثلها، وأطلقوا لسخافاتهم عنان القول، حتى ليستطيعوا نشرها في صحف لها مكانتها عند الآلاف من القراء والقارئات.
لقد كان الناس - ولا ينفكون بحمد الله - في هذه البلاد يعرفون نعمة الله عليهم بنجاتها من أمثال هذه الأمراض الخلقية، التي تدمر الأمم من حولهم.. وكان الأمل ولا يزال كبيراً بأن تنهض أجيالها الناشئة بنصيبها في إرشاد الضالين بما تحمله من حصانة روحية وهداية ربانية، تسمو بها فوق هذه الرذائل المثيرة، فتكون كسلفها الصالح الذي انطلق من هذه الجزيرة يحمل إلى شعوب الدنيا أنوار القرآن، فيخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، من جور الأديان إلى عدل الإسلام.