لذلك كان ظهور مثل هذه النزغات الشيطانية منشورة في الصحف نكسة لا مندوحة عن معالجتها، قبل أن تتحول إلى ألغام ناسفة كشأنها في البلاد الأخرى وكما أن على المؤسسات الصحية في الدولة أن تهب عند ظهور الأوبئة لحصرها واستئصالها، وهكذا يجب على أولي الأمر والرأي من الحكام وأهل العلم أن يقفوا في وجه الحمقى من الذين يريدون أن يخرقوا سفينة المجتمع، ليتمتعوا بالنظر إلى غرقها..
وشاء الله أن أطلع - بعد كتابة هذه الكلمة - على رسالة واردة من مسلم غيور إلى شيخنا العلامة بن باز، يسترعي انتباه سماحته إلى عبارة قرأها في العدد (٤١٠) من مجلة (الجديد) الصادرة في بيروت، تصف المغني المدعو عبد الحليم حافظ بأنه (معبود لكل جيل) وتعلل المجلة ذلك بقولها: "إن الجماهير العربية تحتاج إلى معبود لكل جيل من الأجيال".
وبقليل من التأمل يتبين القارئ أن كلتا الكلمتين في (الرياض) و (الجديد) تنطلقان من مؤثر واحد هو انعدام الشعور بمسئولية الكلمة، والاندفاع الضرير وراء دعاة الجاهلية الحديثة، التي تريد صرف الشباب المسلم عن مقومات دينه إلى غير سبيل المؤمنين.
وإلا فأي مغرور هذا الذي يجعل من مُغَن معبوداً.. ثم لا يستحي أن يزعم أن ذلك ضروري لكل الأجيال العربية على مر الدهر!.
الحق إنه لمنحدر هائل ينزلق فيه هؤلاء الذين لا يحسنون استعمال أقلامهم إلا في مثل هذا الضرب من الهراء المؤسف.. وقد نسوا المحن التي تعانيها أمتهم، والتي تتطلب من كل ذي موهبة أن يضعها في خدمة الخير والحق والفضيلة، بدلا من ذلك الهذر الذي لا يفيد منه سوى أعداء الإسلام والعرب والإنسانية، من أصحاب البروتوكولات ومن في خدمتهم من الهدامين العالميين.
وإنه لمن حق كل غيور في هذه المملكة الغالية أن يتساءل: كيف سمح لمثل هذا السم أن يتسرب إلى قرائها! ... وكيف غفلت المراقبة عنه، ففسحت لذلك العدد من مجلة (الجديد) سبيل التسلل إلى أسواقها! ؟..