إن بشاعة المجزرة البشرية الرهيبة التي تعرض لها آلاف المسلمين في ولاية آسام شمال شرقي الهند من القبائل ألآسامية الذين يدينون بالهندوسية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر فبراير من هذا العام تفوق كل قدرات العقل على التصور وكل قدرات اللغة على التصوير والتعبير. لأن حقائقها الفظيعة المروعة فوق التخييل والتصوير، ولكنها في نفس الوقت- تضيف واحدة من عشرات بل مئات المآسي والمجازر البشرية التي تعرَّض- ويتعرض لأمثالها جماعات كثيرة من المسلمين في كثير من بقاع الأرض.
إن وكالات الأنباء العالمية أخذت تتناقل أخبار هذه المذابح المروعة يوماً بعد يوم خلال أكثر من ثلاثة أسابيع. وهى تقرر أن أعداد الضحايا المسلمين الذين سقطوا صرعى في موجة العنف الطائفي التي اجتاحت ولاية آسام الهندية لا يمكن حصرها. إذ ينقل شهود العيان من رجال الأعلام أنهم شاهدوا الجثث والأشلاء متناثرة عبر عشرات القرى في هذه الولاية.
ونقلت بعض التقارير الصحفية عن بعض المصادر أن عدد من تم إحصاؤهم من القتلى والمذبوحين قد بلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة قتيل أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ. وعدد الجرحى يربو على عشرة آلاف جريح أكثرهم بين الحياة والموت. وأن أعداد الفارين من وجه هذا العنف تزيد على مائتي ألف مهاجر تكوَّنَتْ منهم مشكلة لاجئين ضخمة. وتنقل التقارير الصحفية أن المسئولين في الولاية والحكومة المركزية يتكتمون على حقيقة التقديرات الصحيحة للضحايا. وإخفاء المسئولين للتقديرات الصحيحة يخفي وراءه مأساة مروعة إذ تبرز حقيقة واضحة وهى أن ضحايا هذه المأساة يفوق عد العادين وتقدير الحاسبين..