بعد سنوات عديدة قضاها الكاتب يدعو إلى الله تعالى في شرق القارة الإفريقية عاد يقدم خلاصة تجاربه الميدانية في هذا المقال.
وقد اهتم فيه بإبراز الخصائص الهامة في شخصية الداعية الإسلامي وكيف ينبغي عليه أن يضبط تحركاته على نبض الأحداث في بيئته طبقا لمقتضيات الرسالة التي هيأه الله لتبليغها إلى الناس..
أيها الداعية.. من أنت؟ هل أنت مجرد آدمي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ هل أنت مجرد موظف يرتزق من دعوته الناس إلى دين الله؟ أو هل أنت عميل تابع لمذهب سياسي معين، ترتفع بارتفاعه وتنخفض بانخفاضه؟ أو أنك راهب متصوف تنتظر أن يأتيك الناس التماساً للبركة وأملا في "المدد"!!
من أنت على وجه الحقيقة، بين كل هؤلاء؟؟ أم أنك نموذج فريد يختلف عن كل هؤلاء؟
لتكن على بينة أيها الأخ الصالح، أن ظروف الحياة اليوم تختلف كثيرا كثيراً عنها بالأمس، وتلك سنة الله في خلقه، ووسيلة من وسائله سبحانه في تجديد ملكه، ومن ثم فإن طرق الدعوة يجب أن تتكيف مع المتغيرات في هذا الكون، كما أن شخصية الداعي يجب أن تتعدل مع طبيعة الكائنات في هذا العصر، ويحكم على نفسه بالذبول وبالموت، من يظل من الدعاة سالكاً دروبه القديمة، عاكفاً على طرقه العقيمة تاركاً التزود بالمناهج الإرشادية القويمة.