كان الاقتصاديون في دول الكفر الشرقية والغربية يسلمون بأن "الربا"نظرية اقتصادية واضحة الحجة، وطريقة وحيدة للحياة الأفضل والتطور الاقتصادي.
... وأخيرا وجد الاقتصاديون أنفسهم أمام مشاكل اقتصادية مستجدة لم تدخل في حساباتهم، ولم ترد إلى خواطرهم وعقولهم البشرية والكهربائية "الإلكترونية"، منها أنهم تبينوا أن أهم احتياطي النقد والمواد الرئيسية آلت إلى يد حفنة قليلة في العالم هم:"اليهود".
كما اكتشفوا بأن اليهود الذين يبشرون بنجاح نظرية الربا ويفلسفونها ويجعلون لها كراسي جامعية ومنصات للمحاضرة لا يتعاملون بالربا فيما بينهم، أي يستحلون أكل الربا من الأممي ويحرمون دفعه.
ولهذا بدأت أقلام المتحررين من الأدباء والشعراء تتحرك ضد نظرية الربا وضد اليهود الذين أوجدوها، كما بدأت فئات تظهر من المفكرين الاقتصاديين العالميين ترجح نظرية الشركات المساهمة والمغفلة "والتي تتفق معانيها إلى حد قريب جدا مع شرعنا في المضاربة وغيرها"وذلك - على حد تعبيرهم - لأن نظرية الشركات تحمل جميع الأطراف الربح والخسارة المادية والأدبية، أما نظرية الربا فإن الخسارة يتحملها دائما المستقرض الفقير في جميع الحالات القاسية والظروف الصعبة.
أظن أن نسبة كبيرة من هؤلاء الاقتصاديين لو علموا أن الإسلام هدد المتعاملين في الربا بحرب من الله ورسوله لدخلت في الإسلام، ولدخلت عقائد الإسلام إلى قلوبهم عن طريق فهمهم الاقتصادي الذي تخصصوا به.