- لم يكن الذي جذبني تعليما خاصا من التعاليم، بل ذلك البناء المجموع العجيب والمتراص بما لا نستطيع له تفسيرا من تلك التعاليم الأخلاقية، بالإضافة إلى منهاج الحياة العملية.
- ولا أستطيع اليوم أن أقول أي النواحي قد استهوتني أكثر من غيرها؛ فإن الإسلام - على ما يبدو لي - بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليتمم بعضها بعضا، ويشد بعضها بعضا، فليس هناك شيء لا حاجة إليه، وليس هناك نقص في شيء، فنتج عن ذلك كله ائتلاف متزن مرصوص.
- ولعل هذا الشعور من أن ما في الإسلام من تعاليم وفرائض (قد وضعت مواضعها) ، هو الذي كان له أقوى الأثر في نفسي، وربما كانت مع هذا كله أيضا مؤثرات أخرى يصعب علي الآن أن أحللها، وبالإيجاز فقد كان ذلك قضية من قضايا الحب، والحب يتألف من أشياء كثيرة، من رغباتنا وتوحدنا، ومن أهدافنا السامية وعثراتنا، ومن قوتنا وضعفنا، وكذلك كان شأني، لقد هبط علي الإسلام كاللص الذي يهبط المنزل في جوف الليل، ولكنه لا يشبه اللص لأنه هبط ليبقى إلى الأبد.