إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فتعدُّ المدينة النبوية مركزاً هاماً في تاريخ التربية والتعليم في العالم الإسلامي، كيف لا؟ وهي المدرسة التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، فأصبحت مركزاً للعلم تخرج فيه العلماء والفقهاء والقادة، حيث انتشروا رسلاً للعلم في بقاع المعمورة كافة فنوّروها بنشر رسالة التوحيد.
ولم يمض عصر إلا وقد كانت هذه البقعة معمورة بأهل العلم والتقوى.
وتعتبر الفترة منذ دخول المدينة النبوية العهد السعودي الزاهر سنة ١٣٤٣هـ وحتى وفاة الملك عبد العزيز يرحمه الله سنة ١٣٧٣هـ فترة مهمة للتطور الهائل الذي تحقق للتربية والتعليم في المدينة، بتوفر الإمكانات والوسائل نتيجة للاهتمام الكبير الذي تُوليه الدولة للعلم وطلابه، فهي مرحلة تستحق الدراسة لنتمكن من تتبع ذلك التطور التعليمي والمتغيرات التي لحقت به.