هذا عنوان الكلمة التي افتتح بها الدكتور محمد أديب صالح رئيس تحرير مجلة حضارة الإسلام - السورية الصادرة في جمادى الآخرة ١٣٨٨ أيلول ١٩٦٨م وقد جاء فيها:
.. وهكذا جاء محمد رسول الله ليصوغ بالإسلام إنسان هذه الأرض من جديد وبإعلانه الواضح أبان فارق ما بين طريق الخير وطريق الشر وأقام حاجزاً بينهما على أمثل وجه كل ذلك حرصاً عليهم كيما تسلم لهم العاقبة ويغنموا حسن المصير في الدنيا والآخرة. وإذا كان الأمر كذلك فإن الأمانة تقتضينا.. أن نفتش في أنفسنا عن عوامل الهزيمة الداخلية التي تعتري الكثير، إن هذا الانهزام في أعماق النفس أمر خطير جدًا وأخطر منه ما يقوم به بعض الناس في محاولات لستر هذا الانهزام بصورة لا مجال لتعددها وأساليب لا تخفى على ذي لب. إن عنواناً عريضا تمليه الوقائع وهو أنه كثيرا ما تكون وعورة الطريق امتحانا لقدرة السالكين والسائرين وفي خضم الحركة التي يثير غبارها الزمن وتعلو بدخانها طبيعة المرحلة، يضيع كثير من ضعفاء النفوس ماض حملوه بالعاطفة والقليل من الفكر وبين حاضر يبدو وكأنه يتسلح بقوة لا تجارى، وطاقات يصعب الوقوف أمام تيارها السريع.
وصفة هؤلاء الناس تحمل العلة التي من أجلها كانوا ضعفاء وبسببها شعروا بالهزيمة أمام الطارئ الجديد، وما تزودوا به من قليل الفكر والثقافة، وهذا الذي نتحدث عنه ونصف من شأنه ظاهرة مرضية نراها في بعض أنحاء من جسم هذه الأمة التي استهانت بمصدر الضياء وينبوع القوة فانحدر بها خط الزمن وأصبحت تعاني في كل ميدان من الميادين ميدان الفكر وغيره من الميادين.