إنَّ الحمدَ للهِ نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
إن الله تعالى حفظ لهذه الأمة القرآن الكريم الذي تناقلته الأجيال بالتواتر، وحفظ لها سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم بأن يسر لها صحابته الكرام رضوان الله عليهم، فحفظوها وفهموها وعملوا بها، وسار على نهجهم من أتى بعدهم، وذبّوا عنها تحريف المتأولين، وشبهات المبطلين، وغلط الواهمين.
وقيض الله تعالى للسنة من الأئمة النقاد الذين بينوا أحوال الرواة، وميزوا الصحيح من الضعيف حتى يكون المستدل بها على بصيرة في استخراج الأحكام الشرعية منها، ومعرفة الحلال من الحرام، والخاص من العام، والناسخ من المنسوخ ونحو ذلك.
وقد عُني العلماء بتدوين الحديث في المسانيد والسنن والجوامع والمصنفات، والمعاجم والمشيخات والأجزاء الحديثية وغيرها من مصادر السنة التي نقلت بالأسانيد المتصلة، وضُبطت ألفاظها بالعرض والمقابلة وإثبات السماع تأكيداً على حفظها من الزيادة والنقصان، مع تواتر العزو إليها في كتب أهل العلم بما لا يجعل للشك فيها مجالاً.
ومن أبرز ما عُني به أهل الحديث، زيادات الرواة عن شيوخهم، حيث قد يضيف تلميذ المؤلف أو من دونه بعض مروياته عن شيوخه بحيث تتميز بهم عن مرويات المؤلف.