تعريفه: هو إفراد الله تعالى بالعبادة، ولذلك يسمى بتوحيد العبادة أيضا، كما يسمى بتوحيد القصد والطلب.
والسبب في تسميته بتوحيد الألوهية تعلقه بألوهية الله ووحدانيته، كما قال تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وقال:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ} .
والسبب في تسميته بتوحيد العبادة، أو توحيد القصد والطلب هو وجوب إفراد العبد ربه بعبادته وقصده إياه وحده، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} .
فالله تعالى متفرد بالألوهية - فلا إله سواه - ويجب على الخلق أن يفردوه بعبادتهم.
قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله في كتابه (خصائص التصور الإسلامي) : "يقوم التصور الإسلامي على أساس أن هناك ألوهية وعبودية: ألوهية يتفرد بها الله سبحانه، وعبودية يشترك فيها كل من عداه وكل ما عداه، وكما يتفرد الله سبحانه بألوهية، كذلك يتفرد - تبعا لهذا - بكل خصائص الألوهية وكما يشترك كل حي - وكل شيء بعد ذلك في العبودية، كذلك يتجرد كل حي وكل شيء من خصائص الألوهية. فهناك إذن وجودان متميزان: وجود الله ووجود ما عداه من عبيد الله والعلاقة بين الوجودين هي علاقة الخالق بالمخلوق والإله بالعبيد"اهـ (ص٢١٣) .
وهذا القسم من أقسام التوحيد هو الذي أنزل الله من أجله الكتب وأرسل الرسل، وفيه وقع الخصام بينهم وبين المشركين من قومهم في كل زمان.
فما أرسل الله من رسول إلا دعا قومه إليه، بل هو أول نداء لكل رسول إلى كل أُمة، وقد أوضح القرآن الكريم ذلك إجمالا وتفصيلا.