يشكل المسلمون في بورما أكبر أقلية من السكان، إذ يبلغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة من بين حوالي ثلاثين مليون نسمة، ويعيش معظمهم في المناطق الشمالية الغربية. وأما بقية الأديان الموجودة في بورما فهي الديانة البوذية وهي ديانة أغلبية السكان ثم ديانة عبادة الطبيعة.
ويتولى الحكم في بورما حكومة اشتراكية من البوذيين، وقد نالت استقلالها عام ١٩٤٨م، والعجيب أن المسلمين البورميين يلقون أقسى المعاملة من قبل حكومتهم الحالية، فإنهم يشردون من ديارهم ويرحلون عنها وتُفرض عليهم الضرائب الباهضة. ولما كان معظمهم من المزارعين والعمال فإن الحكومة تبتز أكثر من ٩٠ من حاصل إنتاجهم الزراعي، وهناك أمثلة كثيرة من قيام الحكومة بانتزاع ملكية الأراضي وكل شيء من المسلمين بالذات.
وقد قرأت في مجلة المجتمع الكويتي في العدد الثاني السنة الأولى ١٧ من محرم الموافق ٢٤ من مارس ١٩٧٠م (أنه جاء إلى الكويت شاب بورمي وقال لرئيس تحريرها: لقد انتزعوا منا كل شيء، كنت ووالدي نتاجر في الأدوات الكهربائية وكان رأس مالنا يعادل مليون روبيه، وكانت تجارتنا مزدهرة ولكن الحكومة الاشتراكية العسكرية في بورما لم يرق لها ذلك فأصدرت أمرا بتأميم جميع أموال المسلمين ولم تبق لنا إلا عقارات بسيطة لم يسمح لنا ببيعها وهي معرضة للتأميم، وفررت من بورما إلى الهند وهُمت على وجهي بحثا عن عمل، وتركت زوجتي في الهند وجئت إلى الكويت) ...