نشرت صحيفة الميثاق الأسبوعية التي تصدر في طنجة بالمغرب في عددها رقم ١٤٥ من السنة التاسعة كلمة لفضيلة العلامة الشيخ محمد بن عبد السلام كنون رئيس محكمة الاستئناف الشرعي بفاس ذكر فيها أنه وجد في ص ٢١٢ من كتاب (التاريخ القديم من عصور ما قبل التاريخ إلى الفتح العربي (للسنة الأولى من القسم الثانوي بالمدارس الإسلامية بالمغرب الذي ألفه الأستاذ إبراهيم بو طالب ومحمد زيبر وعبد العزيز أمين وآخرون والذين نشرته ووزعته دار الثقافة ودار الكتاب بالدار البيضاء، النص التالي (ولد عيسىمن مريم ببيت لحم في أسرة متواضعة حيث كان أبوه نجارا فاشتغل معه صبيا ثم شابا حتى أنزل عليه الوحي الإلهي وسنه سبع وعشرون سنة الخ.
ثم ذكر فضيلة الشيخ محمد بن عبد السلام كنون، أن هذا ولا شك يصادم الكتاب والسنة وما علم مجيئه من الدين بالضرورة أن المعتقد الإسلامي كما هو معلوم أن عيسى وُلِدَ بدون أب ثم قال: ولعل الذين يقولون أن له والدا كان نجارا هم اليهود.
وإني لأشكر فضيلة الشيخ محمد ابن عبد السلام كنون على كلمته القيمة، وغيرته على دين الله جزاه الله خيرا، ونأمل من جميع علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يكثروا من تفحص ما ينشر أو يقرر من كتب في البلاد الإسلامي، وأن يعلموا على القاء الأضواء على ما قد يدس فيها من إفساد لعقائد أبناء المسلمين.
والواقع أن الناس قد اختلفوا في عيسى بن مريم عليه السلام بعد إطباقهم على أن أمه عندما حبلت به لم تكن متزوجة. فزعم اليهود لعنهم الله أنه ولد زنا وقالوا على مريم بهتانا عظيما، وإلى ذلك يشير الله عز وجل حيث يقول، وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما.