وأما النصارى فلم يقل واحد منهم، إنه ابن يوسف النجار، فنص الفقرة (١٨) من الإصحاح الأول من إنجيل متى يقول ((أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا، لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس)) وتقول الفقرة (٢٧) من الإصحاح الأول من إنجيل لوقا، واسم العذراء مريم، ٢٨ _ فدخل إليها الملاك وقال، سلام لك أيتها المنعم عليها، الرب معك، مباركة أنت في النساء ٢٩ _ فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية، ٣٠ _ فقال لها الملاك، لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة الله، ٣١ _ وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع، ثم يقول في الفقرة ٣٤ _ من نفس الإصحاح، فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجا، الخ.
غير أن النصارى قد اخترع لهم شاول اليهودي (بولس) الزعم بأن المسيح ابن الله ولم يكن أحد من الحواريين قد سمع من عيسى عليه السلام تقرير هذه البنوة المفتراة.
وقد أشار برنابا في الإصحاح الأول من إنجيله إلى سبب تأليفه وأنه ألفه للرد على شاول الذي ادعى أن المسيح ابن الله فقد جاء في مقدمة برنابا ما يلي: _
أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم، والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة للتضليل كثيرين ما سوى التقوى مبشرين بتعليم شديد الكفر، داعين المسيح ابن الله، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما مجوزين كل لحم نجس الذي ضل في عدادهم أيضا بولس (شاول) اليهودي الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته.
وفي الإصحاح السبعين منه يقول، أجاب يسوع، وما قولكم أنتم فيّ؟ أجاب بطرس: إنك المسيح ابن الله، فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلا اذهب وانصرف عني لأنك أنت الشيطان، وتريد أن تسيء إليّ.