(من حديث الدكتور: محمد ناصر رئيس وزراء إندونيسية الأسبق)
من الواجب أن نعترف أن الظروف القاسية التي عاشتها المجتمعات الإسلامية تحت نير الاستعمار آماداً طويلة فرضت على تلك المجتمعات ضروباً من التخلف في مختلف الجوانب المادية من حياتها، فيأتي المتآمرون المغرضون إلى هذا الشاب الذي يعاني من مركب النقص تجاه حضارة العصر الراهن، فيقولون له بكل وسائل الإقناع المباشر أو غير المباشر المقروءة والمسموعة والمرئية.
إن حياة التخلف هي من مستلزمات الإسلام أو يصرحون له بأن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين.. ويعزون ذلك إلى أن الإسلام يعني فقط بأمور الآخرة.. فيتهاوى هذا الشاب الضعيف نفسياً وخلقياً أمام مثل هذه التشكيلات والتضليلات.. وبالتالي يوحون إليه أنه إذا أراد اللحاق بالركب الحضاري المزعوم فليس أمامه إلا طريقان: الأولى: الانسلاخ عن الإسلام، والثانية: تكييف الإسلام وإضعافه وتطويعه لمقتضيات الحياة المادية ومتطلباتها إذا لم يمكن التخلي عن الإسلام كلياً.
أما كيفية تفادي هذا الخطر وتلافيه، فزمام الأمر في إصلاح مناهج التربية العامة والتربية الدينية بصفة خاصة وبالأخص في مرحلة التعليم التي يعيشها الشاب في فترة المراهقة أي المرحلة الإعدادية والثانوية.
والحياة الدينية التي تتبع بها في محيط الأسرة والبيئة والتي كان إيمانه بها عظيماً لا تستطيع أن تقدم له الأجوبة الصائبة على مختلف القضايا والمشاكل التي تلوح للمراهق وهو على أعتاب رحلة التفتح الذهني والتطلع على أسرار الحياة وحقائقها.