نشرت مجلة البحث الإسلامي في عددها الأول من المجلد الخامس عشر الصادر في جمادى الآخرة عام ١٣٩٠هـ مقالا بعنوان:
مع الإسلام ولكن..؟
نحن كلنا مع الإسلام، ما في ذلك شك، مع الإسلام في الهند، وباكستان، ومصر، وسوريا، والحجاز، والكويت، وفي كل بلد إسلامي وفي كل جهة إسلامية.
نحن مع الإسلام دائما، وبصفة عامة، والحمد لله على هذه النعمة العظيمة الباقية إن شاء الله.
ولكن..؟
إن (لكن) هو الفارق الوحيد الأساسي بين إسلام وإسلام، وبين إسلام لا يرى عليه ضررا من أي حركة سياسية، ولو خالفت أهم قواعده، وأولى مقوماته، وينسجم مع سائر الأوضاع والملابسات ولو عارضته من أول طريق، وبداية الخط.
بين إسلامٍ (مضمونٍ) عقد عليه في شركات التأمين، فلا تفسده خيانة، ولا يفسده نفاق، ولا يضره استهتار، ولا ينال منه إسراف، ولا تكدِّر بحره الزاخر فجور ثقافية، وخلافة أدبية وفضيحة فنية، وعري علني، وكفر منطقي، وإنكار قومي، وشذوذ سياسي، لأنه إسلام مضمون مسجل، وعد بسلامته ومتانته جودته، كبار تلاميذ الغرب ووكلائه الموزعين في الشرق.
إنه إسلام يسمى فيه المولود مسلما بحكم القانون والوراثة، ويبقى مسلما ليتمتع به بما شاء من منافع مادية وأدبية، ولا يحتاج إلى تجديد في إيمانه لأنه ولد من أبويين مسلمين وكفى.
إنه إسلام جامد، واقف، لا ينقص ولا يزيد، ولا يتحرك، ورحم الله البخاري فقد عقد بابا تحت هذا العنوان (الإيمان يزيد وينقص) وهو لا يعلم أن في بلده وفي البلاد الإسلامية العريقة قوما لا تضرهم اشتراكية ماركس الملحدة، وكفر لينين البواح، ولا ينقص إيمانهم بشيء من هذه الأشياء.