إن الدين الحق اتباع يظهر في السلوك والعمل، وليس قولا وادعاء لا يطابقهما الفعل، قال الحسن البصري - رحمه الله ((ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في الصدور وصدقته الأعمال)) .
الدين الحق أساسه الإيمان، والإيمان تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث متفق عليه:"الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"
وقال صلوات الله وسلامه عليه في حديث صحيح رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وأحمد وغيرهما "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه فذلك أضعف الإيمان".
وقد كثر الآن المتحدثون باسم الدين والمتجرون به في الأقطار الإسلامية المختلفة، وارتفعت أصوات هؤلاء ارتفاعا غطى على أصوات المؤمنين الصادقين الذين يدينون دين الحق، وأصبح الأتجار بالدين الحق حرفة رائجة في البلاد الإسلامية، والعجيب أن أكثر الناس في أنحاء مختلفة في العالم الإسلامي يظهرون الحرص على التمسك بأحكام الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتظاهرون بأنهم يحملون أمانة الدعوة إلى دين الله، ويتشدَّدون في نقد من يخالف الكتاب والسنة في أمر من الأمور، ولكن أعمالهم تخالف أقوالهم وباطنهم يختلف مع ظاهرهم وأنهم يقولون ما لا يفعلون.
والذين يتكلمون ولا يعملون كلامهم كالطبل الأجوف يقلق ولا يرشد، لأن الدين الحق يرى في سلوك المتدينين به، والداعية يكسب لدعوته بسلوكه أكثر مما يكسب لها بموعظه، فسلوكه هو التطبيق العملي الحي لما يؤمن به، ويدعو إليه.