أي أن القدوة الحسنة فردية كانت أو جماعية تفرض احترام العقيدة والحفاوة بها وهذه القدوة ليس دورا تمثيليا يؤدى بالخداع واجتذاب المشاهدين كلا كلا فحبل الكذب قصير إن هذه القدوة هي الحلاوة في الثمرة الناضجة أو الرائحة في الزهرة العاطرة، أي هي نضج الكمال الذاتي وقد شاء الله أن يؤتي السلف الصالح أنصبة جزلة من هذا الحسن الذاتي ففتحت لهم المدن العظام أبوابها وألقت إليهم الجماهير بقيادها..
وإنني أشعر اليوم بغضاضة شديدة حين أرى السائحين والسائحات يجوبون بلادنا ويدرسون أحوالنا، ثم يجاوزوننا بقلة أكثرت أو باستهانة بالغة.
إنهم لا يرون - فيما يشهدون - الإسلام الحق في نظافته وسموه. بل يرون شعوبا أقل منهم كثيرا في المستوى الحضاري ولا أقول في المستوى الخلقي المعتاد.
وتلك أحوال تصد عن الإسلام ولا تغرى باعتناقه، وعالمية الإسلام تفرض على أتباعه أن يقدموا من سلوكهم الخاص والعام نماذج جديرة بالإكبار.
أو على القليل جديرة بالسؤال عن حقيقة الإسلام لمن لم يعرفوا هذه الحقيقة، وما أكثرهم في أرض الله.