للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولنفرق من الآن بين طرق تعليمها للتلامذة العرب وللتلامذة الأجانب، ولنبتكر أساليب ميسورة لتدريس المصادر وتصريف الأفعال وجموع التكسير وأنواع المترادفات وغير ذلك مما يعانيه طلاب العربية..

إن هناك لغات لم يشرفها الله بوحي، ولم تصحب حضارة إنسانية مشرقة يخدمها أبنائها بذكاء نادر فما دهى العرب حتى تركوا لغتهم توشك أن تكون من اللغات الميتة أو الثانوية في هذه الدنيا؟

إننا عجزنا عن جعل اللغة العربية لغة أولى بين الألف مليون مسلم الذين يعتنقون الإسلام وهذا وحده فشل ذريع نؤاخذ به يوم الحساب، ويرجع هذا الفسل إلى أن العرب أنفسهم لا يجلون لغتهم. بل لقد استطاع الاستعمار الثقافي أن يكرهها لهم أو يحقرها لديهم فأي بلاء هذا؟ والمطلوب الآن للفور إقصاء اللهجات العامية والرطانات الأعجمية عن جميع منابر الصحافة والإعلام وإعادة الحياة إلى اللغة الفصحى في كل محفل..

وأكرر مطلبا آخر ذكرته في أحد المؤتمرات وهو إنشاء مدارس وإرسال بعثات لنشر اللغة العربية وحدها أي دون ربط اللغة بالدين، فإن هذا التعليم المجرد سيوسع القاعدة الثقافية للغة القرآن وسيكون يوما ما رافدا من روافد الحق والإيمان.

والأمر الثالث والأخير في عملية الدعوة يتصل بالوضع الأدبي والمادي داخل الأمة الإسلامية نفسها إن الخلق الزاكي لغة إنسانية عالمية تعجب وتقنع، وبهذه اللغة تفاهم الصحابة والتابعون مع الشعوب التي عرفوها وعرفتهم فدخل الناس في دين الله أفواجا.