إن الاستعمار سخر أجهزة إلحادية وصليبية سبقتنا إلى أجيال كثيفة من الزنوج والجنس الأصفر، وتركت في نفسه سموما ضد محمد عليه الصلاة والسلام ودينه وانتهزت الصمت الذي خيم على أجهزة الدعاية الإسلامية والسلبية المشينة التي لذنا بها وراحت تكذب وتكذب حتى نجحت في تلويث سمعتنا وقدرت على غرس تدين مختل الأصول مضطرب السلوك، وأمكنها بسهولة أن تصد عن سبيل الله وتردم معالم الصراط المستقيم. إن ذلك يوجب علينا الإحساس المضاعف بخطئنا وتخلفنا ويحملنا عبء المسارعة إلى تعليم الجاهل ومراجعة المخدوع وتعريف الناس بربهم الواحد الأحد الفرد الصمد، وربطهم بالدين الذي حمل رايته جميع الأنبياء ثم نقاه وشد دعائمه وثبت أهدافه النبي الخاتم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
والأمر الثاني: المتصل بعالمية الرسالة يرجع إلى اللغة العربية. فلغة الرسالة الخالدة يجب أن تتبوأ مكانة رفيعة لدى أصحابها ولدى الناس أجمعين، فإن الله –باختياره هذه اللغة وعاء لوحيه الباقي على الزمان- قد أعلى قدرها وميزها على سواها والواقع أن اللغة العربية مهاد القرآن وسياجه فإذا تضعضعت وأقصيت عن أن تكون لغة التخاطب والأداء ولغة العلم والحضارة أوشك القرآن نفسه أن يوضع في المتاحف ولهذه الغاية الخاسرة تعمل فئات غفيرة من المستعمرين وأذنابهم. وما أكثر تلك الأذناب في الجامعات والمجامع ودور الإذاعات والصحف وغيرها؟
إن آبائنا عليهم الرضوان نشروا اللغة العربية بكل الوسائل المتاحة لهم، وما تأسست مدرسة لخدمة الدين إلا انقسمت علومها بين مناهج الشريعة ومناهج اللغة والآداب.. ويلاحظ الآن انكماش مفزع في هذا الميدان ورواج سمج للهجات العامية والمصطلحات الأجنبية والترجمات الركيكة والكلمات الدخيلة..
واللغة العربية لا تخدم بالحماس السلبي، بل لابد من إعادة النظر في شئون شتى تتصل بكيتنها وتعاليمها.