وفي قرآننا وسنة نبينا صلاحنا وصلاح العالم من حولنا، وقد هنا على أنفسنا فكان طبيعيا أن نهو على غيرنا، وزهدنا في ديننا فكان طبيعيا أن يزهد العالم فيه.
وقد بدأت في الأفق تباشير عودة ناجحة إلى هذا الدين العظيم، فلنصور بدقة طبيعة النور الذي خصنا الله به، طبيعة الرسالة التي شاء الله أن تحق الحق وتبطل الباطل، وتهدي الحيارى في المشارق والمغارب. ويفرض علينا هذا المعنى أمورا ذات بال..
أولها: مادام محمد عليه الصلاة والسلام للعالم كله وليس للعرب خاصة فيجب على العرب –وهم الذين تحدث محمد صلى الله عليه وسلم بلغتهم وكلفوا بنقل رسالته إلى غيرهم- يجب عليهم أن يوصلوا هذا القول إلى كل قبيل من الناس وبكل لغة يتم التفاهم بها..
أي أنهم يجب عليهم أن يتقنوا كل اللغات العالمية، وما استطاعوا من اللغات المحلية وأن يودعوها خلاصة كافية هادية من تعاليم الإسلام في مجال العقيدة والخلق والعبادة وشتى أنواع المعاملات وأن يذكروا بدقة ولطف الفروق الكبيرة بين أصول الإيمان عندنا وعند أهل الأديان الأخرى سماوية كانت أو أرضية..
إن هذا الواجب لم يكن منه بد حتى لو كان الميدان خاليا لنا وحدنا، فكيف وهناك أجهزة عالمية مخوفة تخصصت في تحقير الإسلام وإهانة نبيه؟ عليه الصلاة والسلام. فكيف وقد تآمرت على الإسلام شتى القوى، وتألب خصوم خبثاء يصطادون الشبه ويتلمسون للأبرياء العيوب؟