من فضائل الحياة القويمة التي يزرعها الدين في سلوك الإنسان أنه ينهاه عن الكذب أيا كانت الأحوال، والكذب - كما نعرف - شيء من نقائص البشرية الخطيرة التي تلحق بصاحبها الضرر، وبالمجتمع كذلك.
ولقد أنزلت الكتب السماوية من عند الله تعالى إلى أنبيائه - عليهم جميعا الصلاة والسلام - بقصد الأمر بعبادة الله تعالى والحث على الخلق القويم وإتيانه، والتزام الصدق في كل أحوال الحياة؛ باعتبار أن الصدق فضيلة من أعظم الفضائل، وأن الكذب نقيصة كبيرة من أعظم النقائص إن لم تكن أعظمها.
وقد كان النهي عن الكذب مدونا في التوراة - الأصلية وليست المتداولة المحرفة - وكذا كان النهي عن الكذب موجودا في إنجيل عيسى عليه السلام – وليس الأناجيل المتداولة المحرفة – ثم في القرآن المجيد كتاب الله تعالى الذي تولى حفظه من النسخ والتحريف والتبديل والتزييف والإضافة والتعديل.
إلا أن العصر الحديث شهد - وعلى فترات كثيرة - أكاذيب لا يستطيع المرء منا أن يتركها دون أن يتحدث عنها، مفندا لها، كاشفا لزيفها، ومن أشهر أكاذيب القرن العشرين أن اليهود يقولون عن أنفسهم إنهم شعب الله المختار.
وقبل أن نكشف أفعال شعب الله المختار هذا، يحسن بنا أن نتعرف على معنى عبارة (شعب الله المختار) والظروف التي دفعت إلى ترديد هذه الأكذوبة.
إن المعنى الخاص والعام الذي يترسب في الأذهان أن شعب الله المختار على الأقل تكون أوصافه:
١- شعب ارتبط بالله عز وجل؛ ومن ثم فيكون أعظم الشعوب.
٢- أنه تم اختيار هذا الشعب دون الشعوب والأمم كلها لامتيازات خاصة.
٣- أنه ترتيبا على ما سبق؛ فإن تفضيل الشعب المختار كان على الأجناس الماضية والحالية واللاحقة.