من الأصول الأساسية التي تجمع المسلمين، وتعمل على حمايتهم.. أن مصدر التشريع عندهم واحد.. ومصدر التشريع الواحد هذا ليس مستورداً من الشرق، ولا من الغرب.. ولا هو من الأفكار التي دبجها البشر.. ولا يقبل الخلط بينه وبين المذاهب التي روج لها سماسرة القوانين الوضعية.. ولا يقبل أن يؤخذ بعضه ويترك بعضه.
إن مصدر التشريع الواحد هذا.. هو القرآن الكريم، وسنة الرسول الأمين محمد عليه الصلاة والسلام.. والقرآن الكريم هو الكتاب المجيد الذي أنزله الخالق لإصلاح الخلق، وإنقاذ الإنسانية من التيه والأوهام والتصورات الباطلة، والفلسفات المدمرة.
والقرآن الكريم لا يختلف في سوره، ولا في آياته، ولا في ألفاظه، ولا في حروفه.. فهو واحد عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها.. ولا يضر تفاوت العلماء في فهم مدلول ألفاظه.. فقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى، أن تتفاوت العقول والأفهام من إنسان إلى إنسان، ومن جيل إلى جيل، ومن مكان إلى مكان..
لكن هذا التفاوت لم يصرف المسلمين أبداً عن الإقرار بأن القرآن الكريم، الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، واحد في سورة وآياته وألفاظه وحروفه. قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[١] .