وهذه الحقائق لم تفت بعض الدارسين من عقلاء علماء أوربا. فهذا العالم الإنجليزي: يورك يقول: (والقرآن الكريم بالإضافة إلى كونه من أجمل الروائع الأدبية في العالم كله.. دستور كامل من القوانين الأخلاقية والمدنية والعسكرية والاجتماعية.. وهو دستور يضبط سلوك المسلمين الذين يجب أن تكون جميع أفعالهم بمقتضى تعاليم القرآن الكريم.. أما كون المسلمين يعتبرون أن قوانين القرآن ثابتة ومعصومة عن الخطأ. فيتضح من الحقيقة القائلة بأنه بالرغم من انقضاء ثلاثة عشر قرنا ((أربعة عشر قرنا)) على نزول القرآن الكريم فإنه لم يتعرض لأقل تغيير أو تبديل، وبأن كل كلمة من كلماته وكل حركة من حركاته قد بقيت كما خرجت من بين شفتي رسول الله، وسيبقى هكذا دون أي تبديل أو تحريف. القرآن الكريم خالص من التدخل الإنساني. وهذه حقيقة لا يمكن أن تقال لا كليا ولا جزئيا عن سائر الكتب المقدسة للأديان الأخرى" [٢]
والمسلمون جميعا على تباين أقطارهم، وتباعد ديارهم، يرجعون إلى القرآن الكريم، لأنه المنهاج الأمثل، الذي ارتضاه الله للإنسانية، وقد اشتمل القرآن والسنة، على العقائد، والعبادات والمعاملات، والحقوق الشخصية.. وثروة القرآن لا تقف عند حد الاعتقاد الصحيح وتوحيد الخالق، بل تزيد عليه تهذيب السلوك، وتربية العقل والوجدان وتصحيح المعاملات وتطبيق قواعد العدل..
وقد احتوى القرآن الكريم، على أنواع من الأعمال التي كلف بها المسلمون كالعبادات المحضة، والمالية والبدنية، والاجتماعية وهي: الصلاة، والزكاة، والصوم, والحج.. وقد اعتبرت هذه العبادات بعد الإيمان بالله أساس الإسلام. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والحج وصوم رمضان" [٣] .