المبحث الرابع: مسلك المتكلمين والفلاسفة في إثبات وجود الله.
تمهيد:
معرفة الله والإقرار بوجوده غريزة فطرية في الإنسان، إذ كل واحد من بني آدم يقر بوجود الخالق ويعترف به، أما ما يظهر على بعض الملحدين من الكفر بالله والاستهزاء بمن دعاهم إلى عبادته، فإن ذلك لا يعني الكفر المطلق المبني على اليقين الكامل، وإنما هو انحراف في الطبيعة الإنسانية، وتحويل للغريزة الفطرية المتجهة إلى الخالق الحق إلى عبادة المخلوقات الأخرى، ولذا فإننا نجد ذلك الملحد يستعمل سبل المغالطات والتفسيرات الخاطئة للأشياء تضليلا وتمويها على السذج من أتباعه، وقد صور لنا القرآن الكريم قصة أكبر مغالط ملحد بلسانه غير جازم بقلبه، ذلك المغالط هو فرعون الذي استخف قومه فأطاعوه، فحينما جاءه موسى عليه السلام بالبينات والهدى ودعاه إلى عبادة رب الأرض والسماء، ورب العالمين جميعا، كما أمره الله تبارك وتعالى بقوله:{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الشعراء /١٦) .