إن الشباب هم عماد الدين وأساس بنائه ولبنات المستقبل، ففي ارتفاع مستواهم يسمو مستوى الأمم والمجتمعات، ويعلو إلى أعلى الدرجات وبانخفاضه يهبط المجتمع وينخفض إلى الحضيض. وإن ما نراه اليوم من عدم اهتمام الشباب بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم شيء مؤسف جدا لأن الشباب هم الذين سيتحملون المسؤولية الكبرى وتبعاتها غدا، وأما الموجودون اليوم فهم لا شك لن يبقوا لنا بل سينتهي أمرهم – سنة الله في خلقه – إما إلى الموت والفناء أو إلى الشيخوخة والعجز.
وإن ضلال الشباب وانحرافاته التي نشاهدها اليوم في كثير من الدول الإسلامية من السير خلف التقليعات وقشور الحضارة الحديثة من تخنفس وتخنث وتعر وميوعة وعدم شعور بالمسؤولية واللامبالاة.. والاهتمام بالملابس المزركشة، والضيقة، وذات الألوان الصارخة، وتطويل الشعور وتقصير الملابس أو الفساتين، والسير خلف تقاليع اليهود والنصارى والكفرة والملحدين وغيرهم من الشرق والغرب وتقليدهم تقليدا أعمى وتشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ...
كل ذلك له مسؤول بل مسؤولون وهم:
أولا – الآباء وأولياء الأمور حيث تقع عليهم المسؤولية الكبرى والتبعة.
ثانيا – المسؤولون في الحكومات، وعليهم شطر المسؤولية أيضا، وكل ما حدث ويحدث في هذا الوقت هو مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذا؟ " أو كما قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال" دليل على علمه صلى الله عليه وسلم بما سيقع في هذا الزمان وما قبله وما بعده بما علمه الله وأوحى إليه.