"تساءلنا في العدد السابق عن المتطلبات الشخصية لوظائف المكتبة العامة وعن ضرورات التعليم والتدريب وعن طبيعة هذا التدريب وعن نمط المؤسسات التي تتولى هذا التدريب، ثم تساءلنا عن المشكلات الهامة في ترتيب وإدارة موظفي المكتبات.
وسنحاول في هذا المقال أن نجيب عن هذه التساؤلات وأن نستوفي الجانب الأول الذي يثار عند تقويم مكتباتنا، وهو موارد المكتبة، أي أننا سنتحدث عن مجموعات الكتب وعن مواد القراءة.
أما الإعارة وخدمة المراجع وإرشاد القراء وتعليم الكبار واستعمال التي لا تعار والدعوة إلى المكتبية وما إلى ذلك، فسنعالجها في مقالاتنا القادمة إن شاء الله تعالى".
المتطلبات الشخصية لوظائف المكتبة.
إن هذه المتطلبات تتحدد بالدرجة الأولى برسالة المكتبة وماهيتها ونوعها ونوعية خدماتها والبيئة التي توجد فيها.
ويمكن أن نطرح هذا السؤال:
هل الغرض من إنشاء مكتبة ما إمداد القارئ بالمطبوعات ومواد المعرفة الأخرى دون مناقشة في نوعية هذه المواد والمطبوعات؟ أم أن من مسئوليات المكتبة ورسالتها أن ترشد القراء وتوجههم وتدعو من يتخلف منهم عن متابعة القراءة ليتابع قراءته؟ هل للمكتبة أن تشارك في رفع مستوى العلمي والثقافي لجمهورها وللبيئة التي تخدمها؟
إن المكتبة ذات الإمكانيات المكتملة عليها أن تقدم لمن يقصدها الكتب والنشرات والصحف والخرائط والصور والأفلام وغيرها.
ليس فقط بل إن من واجبها أن ترشد روادها إلى كيفية استعمال هذه المواد واستخدام هذه الأدوات، ويمكن القول إن الهدف من إنشاء المكتبات هو تهيئة الفرص للأطفال والشباب والرجال والنساء وكل فئات المجتمع وطوائفه ليواصلوا تعليم أنفسهم بعد انقطاع صلتهم بمدارسهم.