إن الدعوة الإسلامية وتطورها في الهند لم تكن إلا حلقة من حلقات سلسلة هذه الدعوة الكريمة الممتدة عبر التاريخ الأمة الإسلامية، وأن التاريخ حافل بالجهود المتلاحقة التي بذلها الدعاة العاملون لهذا الدين في كل بقعة من بقاع الأرض، فما دامت طائفة من العلماء المخلصين تقوم بالدعوة إلى الله وتعمل بجد واجتهاد وإخلاص لإعلاء كلمته ونشر تعاليم كتابه وسنة رسوله، تكون الأمة بخير وعزة وسؤدد. وإلى هذه الحقيقة يشير الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بقوله:"وأن العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ".
وللبحث عن الإسلام في الهند جانبان مستقلان، يختلف كل منهما عن الآخر، فبينما يتناول الأول دخول الإسلام فيها كدعوة وفكرة، والجهود التي بذلها الدعاة المسلمون في سبيل نشرها في أوساط الأمة الهندية بطريق الموعظة والإرشاد والقدوة الحسنة، يتناول الجانب الآخر حكم المسلمين فيها والفتوحات العسكرية التي قام بها الملوك والأباطرة المسلمون. وأما الجانب الإسلامي كدعوة خالصة وعقيدة وعمل فهو أعمق أثراً في تاريخ الإسلام والمسلمين في شبه القارة الهندية وأوسع نطاقاً من حيث البحث العلمي.