ويرجع فضل انتشار الدعوة الإسلامية في هذه البقعة الواسعة الأرجاء، إلى دعاة من المسلمين العرب والهنود الذين تشبعوا بروح الإسلام السمح، وبذلوا جهوداً جبارة في سبيل نشر دين الله الحنيف في كل بقعة نزلوا فيها، وكان رائدهم في ذلك قول الله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... } وبدأت هذه الجهود الفردية في الهند قبل الفتح الإسلامي الأول الذي قام به (محمد بن القاسم الثقفي) في نحو عام ٩١ من الهجرة النبوية، في شمال القارة الهندية، فلا يرجع فضل انتشار الدعوة الإسلامية فيها إلى الملوك والأباطرة المسلمين الذين قاموا بفتوحات عسكرية في شبه القارة الهندية وشيدوا إمبراطورياتهم فيها، بيد أنهم تركوا بعض الآثار الإسلامية القيمة من المساجد الفخمة والقلاع الضخمة وأسدوا خدمات لإحياء بعض الفنون والآداب، وأضافوا بابتكارات علمية وفنية في تاريخ الهند المجيد.
يشير التاريخ إلى أن صوت الإسلام قد وصل لأول مرة إلى الهند بأيدي العرب، وكانوا هم طليعة المسلمين الذين أناروا الطريق لنشر الدعوة الإسلامية في ربوعها، عقب أن انبثق فجرها في بلاد العرب، فوجدت أرضاً خصبة من أرجاء الهند وتفتحت زهورها في أنحائها وأثمرت ثمارها اليانعة في جو من الحرية والسلام.
دخل الإسلام الهند من طرق ثلاث، من الناحية الجغرافية، ومن أهمها: شواطئ الهند الغربية الواقعة في بحر العرب التي كانت مركز ارتياد لتجار والرحل العرب منذ أقدم العصور، في البلاد الهندية وفي طريقهم إلى جزيرة سيلان وإلى الصين وجاوة وغيرها من بلدان الشرق الأقصى.