والطريق الثاني الذي دخل منه الإسلام إلى الهند، مناطق السند الواقعة على شاطئ الهند الشمالي الغربي، حيث دخل (محمد بن القاسم الثقفي) فاتحاً في عهد حكم (الحجاج بن يوسف الثقفي) وذلك في نحو عام ٩١ هـ. والطريق الثالث الحدود الشمالية الغربية المتاخمة لأفغانستان وإيران، وأول من دخل الهند فاتحاً من هذا الطريق الجبلي الوعر (محمد الغزنوي) فيما بين عامي ٣٨٨-٤٢١هـ.
ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، في العامين السابع والثامن الهجريين، الوفود إلى التخوم للدعوة إلى الإسلام، يحملون رسائله عليه الصلاة والسلام إلى أصحاب الأمور والسلطان في أقطار جزيرة العرب وخارجها، يدعوهم إلى حظيرة الدين الحنيف، عرفت الدعوة الإسلامية طريقها إلى الثغور الشرقية والجنوبية، وأخذت تنشر بين العجم، ومنهم الهنود المستوطنون الساكنون في هذه المناطق، فلبى عدد منهم نداء الدعوة الجديدة.
ومن ناحية أخرى، فإنه من الطبيعي أن يحاول التاجر العربي المسلم التحدث عن الدعوة الجديدة التي ظهرت في بلده إلى أصدقائه ومعارفه في موانئ الهند ومراكزها التجارية التي يرتادها لأغراض تجارية بل ويحاول نشرها بين أهل الهند الذين شاهد نزعتهم الدينية وحبهم للعرب. ويشير التاريخ أيضاً إلى أن بعض حكام الهند، حينما سمعوا عن ظهور نبي جديد في جزيرة العرب ودعوته، حاولوا إنشاء رابطة بينهم وبين النبي العربي مباشرة ليروه وليستمعوا إليه وليفهموا رسالته وتعاليمه.