للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر بعض المؤرخين - مع وجود احتمال تاريخي وطبيعي كبيرين- أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، قد بعث رسالة - من ضمن الرسائل التي بعثها إلى ملوك وحكام آسيا وأفريقيا إلى ملك (مليبار) (في مقاطعة كيرالا بجنوب الهند) الواقعة في ساحل بحر العرب المواجهة لجزيرة العرب، كما قالوا إن ملكاً من ملوك هذه المناطق وهو (جيرمان برومال) ملك (كرانغنور) قد سافر إلى جزيرة العرب لمقابلة النبي عليه الصلاة والسلام، هذا في السابع والخمسين من عمره صلى الله عليه وسلم.

والذي يفهم من هذا البيان أن تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند مر عليه حتى الآن ١٤ قرناً من الزمن، بينما مر ١٣ قرناً على قيام أول دولة عربية في السند، وظلت الهند كلها تحت حكم المسلمين أكثر من ثمانية قرون ونصف القرن، أي من قيام الدولة الغزنوية في سنة ٣٩٢ هـ ١٢٧٤ هـ. (١٠٠١م - ١٨٥٧م) . ثم استمر حكم الإنجليزي في شبه القارة الهندية لمدة قرن من الزمان.

طوال هذه الفترات الممتدة، من تاريخ الإسلام والمسلمين في الهند لم تقم هيئة أو منظمة تستهدف نشر الدعوة الإسلامية وتبلغها حسب خطة مرسومة ومنهج مدروس بل وتعرضت الدعوة ودعاتها لاضطهادات جمة من جانب الحكام الإنجليز- ومما هو جدير بالذكر أيضاً، مع الأسف الشديد، أن بعض الحكام المسلمين المستبدين قد وضعوا العراقيل أمام الدعاة المصلحين.

ومن بواعث الدهشة والإعجاب للعقول العادية - إن صح التعبير - أن الدعوة الإسلامية قد فاتت في انتشارها في أوساط الشعب الهندي - برغم هذا كله - جميع الدعوات الأخرى، وتركت ملامح واضحة عديدة تشير إلى المدى الواسع الذي حققته هذه الدعوة في شبه القارة الهندية.