في العدد الصادر في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر ١٣٩٩ هـ. الثالث والعشرين من يناير ١٩٧٩ م. نشرت صحيفة الرياض في صفحتها الأدبية (حروف وأفكار) مقالا أدبيا للدكتور/ أحمد محمد الضبيب، وكان عنوانه: فلنحرر أذواقنا من حافظ إبراهيم..
فلفت نظري هذا العنوان الجديد، وحسبت في نفسي أنني سأقف على نظرات جديدة في مجال النقد الأدبي لم نتعرف عليها من قبل، وأقبلت أقرأ المقال في شغف لأرى إلى أي مدى يمكن أن نحرر أذواقنا من حافظ إبراهيم، ولعل هذا المقال يكون نموذجا واضحا يجمع فيه صاحبه بين النقد الذاتي المعتمد أساسا على الذوق الشخصي السليم والنقد الموضوعي الذي يعتمد أساسا على الجانب المنهجي في عرض مقاييس النقد ومعاييره.
وبدأ الدكتور مقاله، وكانت مقدمته لا بأس بها وإن كانت لم تأت بجديد، فلا ينكر
أحد أن لغة من لغات العالم كله حظيت من العناية والاهتمام ما حظيت به العربية على امتداد القرون، وما ينكر أحد أن النظرة إليها قد اختلفت بين أعين المكبرين لها وأعين المشفقين عليها..
كذلك نحن مع صاحب المقال في أن ما كتب عن مشكلة اللغة العربية كثير وفير إلا أن معالجات الشعراء لهذا الموضوع قليلة إذا ما قيست بمعالجات الكتَاب..
نحن مع الدكتور صاحب المقال في كل هذا.. ولكنني أريد أن أقف معه بعض وقفات فيما تلا ذلك من كلام، عندما تعرض بالنقد لقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم:(اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها..)