يقول الدكتور الضبيب:"فهي في تصوري نموذج ضعيف سيئ ويزيد من سوئه أنه يقدم إلى التلميذ العربي في المرحلة الابتدائية الإلزامية من التعليم على امتداد الوطن العربي، فما أن يبدأ التلميذ العربي تفتحه على ما حوله حتى يفاجأ بحافظ إبراهيم ينعى إليه لغته ويقدم إليه بطاقة سوداء تعزية (بهذه) اللغة التي أنهكت ضعفا ومرضا.. وهكذا يتربى التلميذ العربي لدينا وقد استقر في ذهنه منذ الأيام الأولى أن لغته لغة ضعيفة مهضومة الحقوق مهيضة الجناح، وتربى معه أيضا (احتقار) لهذه اللغة وازدراء لها.."
وحتى يكون الرد أولا بأول.. نقول: وهل يعاب الشاعر حافظ إبراهيم لمجرد أن قصيدته قد أسيء إليها لأنها قدمت لصغار لا يحسنون فهمها؟
ثم هل يعاب الشاعر حافظ إبراهيم عندما تعرض قصيدته على التلاميذ دون تقديم واع تبين فيه الظروف المحيطة بها والأحداث الداعية إليها؟..
ومع ذلك فليس لي أن أقف طويلا هنا، فقد تأتي السطور القادمة لتزيد الأمر أيضا في هذا الشأن، ويحسن أن نمضي مع الدكتور الضبيب في نقده وتذوقه لقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم..
يقول الدكتور الناقد:"وقصيدة حافظ تصور فيها اللغة العربية بثلاث صور كلها منتزعة من بيئات النساء وربما بيئات بعض النساء من (بنات البلد) في مصر..
في الجزء الأول من قصيدة حافظ صورة (لأمرة نائحة) تتحسر على شباب الميت و (تعدّد) فضائله وميزاته وتكاد (تلطم خدها وتخمش وجهها وتشد شعرها) بل إنها تذكر رجالا سالفين كانوا فيما مضى من الزمان قد حفظوا لها الوداد، فهي لا تفتأ تذكرهم كما تفعل (النائحة المصرية) عندما ترفع ذراعيها وتشير بسبّابتيها قائلة (يا سبعي) .."