عاش ابن كمال (٩٤٠ هـ) ، صاحب هذه الرسالة في عصر هيمنت فيه النزعة الفلسفية وتفريعاتها المنطقية الجافة على الدرس البلاغي اللغوي بتأثير مدرسة أبي يعقوب السّكاكي (ت ٦٢٦ هـ) وشرّاحها.
ويدعو ابن كمال في هذه الرسالة إلى تجديد اتجاه عبد القاهر الجرجاني (ت ٤٧١ هـ) ، وفيها يُلقى الضوء على جوانب من نظرية النظم، ويجلو قيمة الصياغة الفنية في إطار النظرة الشمولية لمعاني النحو والتجربة الشعورية بعيداً عن التزويق أو الزخرفة المصطنعة. وهي من منظور نقدي معاصر جديرة بالاهتمام.
أولا: السيرة الذاتية لابن كمال باشا
ابن كمال باشا، شمس الدين أحمد [١]
(٨٧٣-٩٤٠هـ / ١٤٦٨-١٥٣٤م)
من علماء الترك المستعربين، بل هو واحد من أكبر المدققين. اسمه: شمس الدين أحمد بن سليمان بن كمال باشا، الشهير بابن كمال باشا [٢] . نشأ في بيت علم وفضل ومكانة عالية.