إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
للشيخ إبراهيم السلقيني المدرس في الجامعة
ما أحوج العالم اليوم في اصطراعه, واضطرابه, وبلبلته, واعوجاج خطاه, وحيرة قادته, وثورة شعوبه, إلى قبس من نور الإسلام الخالد, يبدد به الظلمة, ويبصره عواقب هذا النضال, الذي يوشك أن يعيد المأساة, ويذهب من جديد, بما ادخره من أخضر ويابس, ونفس ونفيس, ويلقي بها كلها طعمة لنيران الحقد والانتقام والطمع والهوى.
وما أحوجنا في مشكلاتنا الاجتماعية التي تنعقد يوما بعد يوم ويأخذ بعضهم برقاب بعض, ويتسع خرقها على الراقع إلى أن نسمع كلمة الإسلام فيها, لنتبين وجه الصواب في علاجها, وسلامة المبادئ التي ترد إليها الحلول القويمة, مع رعاية الظروف وما استجد في الحياة من مطالب.
فلنعالج بالقوة التي أضفاها الإسلام على الروح, فمكن لها وجعل لها الغلبة على نزوات المادة, دون أن يقل من شأن هذه المادة ما دامت تؤتى من وجهها, وتصرف في مصارفها الصحيحة, ولنعالج حالنا بوسائل الإسلام في مكافحة الآفات الاجتماعية التي تهدد كياننا, وتقوض أركان نهضتنا.
وما أحوجنا لتعرف وسائل الإسلام في دعم الأسرة, والإحاطة بقدر ما حبا به هذه الخلية الحية في جسم الأمة, وما وفر لها من أسباب الرخاء والاستقرار, وما جنبها من عوامل الشقاء والانحلال.
وما أحوجنا إلى تعرف وسائل الإسلام في طرائق المعاملات, وكيف حض على احترام العهود والعقود, وكيف نظم البر ودعا إليه, وجعله أقرب قربات إلى الله تعالى.