فإنه يهمني كثيرا أن أكتب هذا المقال لمجلة الجامعة الإسلامية عن حدث شائع، وهو الإفراط في استعمال الدواء استعمالا سيئا، وخطورة ذلك أنني لاحظت أثناء عملي بمستوصف الجامعة أن كثيرا من المرضى يطلبون أدوية معينة بالذات دون أن يفهموا مدى خطورة سوء استعمالها.
ويجب علينا أن ننتبه إلى أن سوء استعمال الأدوية أو الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى مضار شديدة، وأضرب أمثلة لذلك فيما يلي:
أولا: المضادات الحيوية:
ونقصد بالمضادات الحيوية الأدوية التي تقضي على الميكروبات وتعالج الالتهابات، وهذه الأدوية بالذات يجب أن تستعمل تحت إشراف طبي دقيق ولمدة يحددها الطبيب، كما أن طريقة استعمالها يجب أن يكون بواسطة الطبيب أيضا.
وأول المضادات الحيوية التي اكتشفت هي مركبات السلفا، ثم اكتشف البنسلين في الأربعينيات.
وكان ذلك حدثا كبيرا في تاريخ الطب، إذ كان تأثيره قاضيا على كثير من الميكروبات حتى إن رئيس وزراء بريطانيا لما أصيب بالتهاب رئوي حاد - وكان من الأمراض المميتة في ذلك الوقت - عولج بحقن البنسلين وتم شفاؤه.
ثم توالت اكتشافات المضادات الحيوية مثل الستربتوميسين والتتراسيكلين والكلورامفنكول.
هذه الأدوية إذا استعملت بكمية أقل من المطلوب تؤدي إلى حدوث مناعة الميكروبات المسببة للمرض وبالتالي لا يتم شفاء المريض، وبالعكس إذا استعملت بكمية أزيد من المطلوب في أنها تؤدي إلى إنبات أنواع جديدة من الميكروبات وبالتالي تؤدي إلى حدوث مضاعفات، وقد تكون سببا في وفاة المريض.