للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صيغة فعلان واستعمالاتها في اللغة العربية

لفضيلة الدكتور مصطفى أحمد النماس

الأستاذ المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين

المتتبع لصيغة (فعلان) بفتح الأول وسكون الثاني، أو بضم الأول أو كسره في اللغة العربية يجد أنها من الصيغ العملية التي يدور استعمالها في كثير من أبواب النحو والصرف وقد أثرت البحث في هذه الصيغة كي أجمع حبات العقد المنفرط هنا وهناك وما يستتبع الأحكام الخاصة بما ورد على هذا الوزن تبعا لنوعية استعماله عند العرب فأقول وبالله التوفيق.

صيغة (فَعْلان) [١] الملحوظ فيها أنها ختمت بألف ونون زائدتين، وهذه الزيادة مطردة في كل صفة مؤثنها على وزن (فَعْلَى) لأن الصفات تشبه الأفعال والفعل أقعد في باب الزيادة وإذا وجدنا بعض الأعلام وأسماء الأجناس على صيغة (فَعْلان) فهي بالحمل على الصفات فابن يعيش يقول في شرح المفصل [٢] (فالأول وقوعها (أي النون) آخرا بعد ألف زائدة نحو سكران وعطشان ومروان وقحطان وأصل هذه النون أن تلحق الصفات مما مؤنثه (فعلى) لأن الصفات بالزيادة أولى لشبهها بالأفعال والأفعال أقعد في باب الزيادة من الأسماء لتصرفها، والأعلام من نحو: مروان وقحطان محمولة عليها في ذلك وقد كثرت الزيادة آخرا على هذا الحد ولا يحمل شيء منه على الأصل إلا بدليل) [٣] .

صيغة فعلان ومعانيها:

وردت صيغة (فَعْلان) متعددة المعاني والدلالة وهاك أنواعها:

١- فعلان المصدر:

قال في اللسان قال أبو الهيثم لم يجئ من المصادر على (فعلان) (بفتح فسكون) إلا (ليَّان) وقال ابن الحاجب [٤] : وأما فعلان فنادر نحو لوى ليَّاناً [٥] وقد ذكره أبو زيد بكسر اللام، وجاء شنآن وقرئ في التنزيل بهما. وجاء في القاموس [٦] الزيدان بمعنى الزيادة فتكون فعلان جاءت مصدرا نادرا في ثلاثة معان ...

قال ذو الرمة:

وأُحْسنُ يا ذات الوشاحِ التقاضيا