للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تابع الدين. والشرف. والمروءة في حسِّ الملك عبد العزيز رحمه الله

العنصر الرابع عشر: تفعيل القيم الإيمانية والمهنية في نفوس الأمة

الملك عبد العزيز رجل مؤمن، وسليل أسرة إيمان ومُلكٍ ودعوة، ٍ وقد انتدب نفسه رحمه الله لإعادة بناء دولة العقيدة، وهو يعلم حق العلم دور الإيمان وقيمه في حياة البشر.

يعلم أن "الإيمان ضرورة لا غنى عنها:

ضرورة للفرد ليطمئن، ويسعد، وتزكو نفسه.

وضرورة للمجتمع ليستقر، ويتماسك، ويرتفع، ويرقى.

فالفرد بغير إيمان حيوان شره، أو سبع فاتك، لا تستطيع الثقافة ولا القانون وحدهما أن يحدا من شراهته.

والمجتمع بغير إيمان مجتمع غابة وإن لمعت فيه بوارق الحضارة، الحياة والبقاء فيه للأشد والأقوى لا للأفضل، ولا للأتقى، مجتمع تعاسه، وشقاء وإن زخر بأدوات الرفاهية وأسباب النعيم، مجتمع تافه رخيص لأن غايات أهله لا تتجاوز شهوات البطون والفروج.

والعلم المادي وحده ليس بمستطيع أن يحقق الطمأنينة والسعادة للناس إن العلم هيأ للإنسان الحديث وسائل الحياة، ولكنه لم يهده إلى غاياتها، إنه زين له ظاهرها ولكنه لم يصله بأعماقها.

وما أتعس الإنسان إذا أغرقته الوسائل فذهل عن الغايات، وإذا شغل بالسطح عن القاع، وبالقشر عن اللباب. العلم المادي أعطى الإنسان أدوات كثيرة، ولكنه لم يعطه قيمة كبيرة. أو هدفاً رفيعاً يحيا له ويموت عليه، ذلك أن هذه ليست وظيفة العلم وليست من اختصاصه وإنما ذلك من اختصاص الإيمان والدين.

ومفتاح الشخصية الإسلامية والعربية على وجه خاص هو الدين هو الإيمان هو عقيدة الإسلام.

ومهما نحاول أن نزكي هذه الشخصية، وأن نفجر طاقاتها المكنونة بغير مفتاحها الأصيل - وهو الدين والإيمان - فإننا نحاول عبثاً كمن يبني على الماء، أو يكتب في الهواء.

بعقيدة الإسلام انطلق العرب من جزيرتهم، يخرجون العالم من الظُّلمات إلى النور...