للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تكرار الجماعة في المسجد]

إعداد: د. محمد طاهر حكيم

الأستاذ المساعد في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، وبعد:

فإن الصلاة إحدى أركان الإسلام الخمسة، وأهم دعائم الدين التي لا يقوم بناؤه إلا بها، ولا يرتكز إلا عليها وبها مع أركان الإسلام الأخرى يدخل المرء في جماعة المسلمين، وقد فرضها الله سبحانه في كتابه فقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (١) وبين النبي صلى الله عليه وسلم فرضيتها ووضح مكانتها في الدين فقال صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ المشهور لما بعثه إلى اليمن: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة" الحديث (٢) .

وقد ندب الشارع الناس إلى أداء الصلاة جماعة (٣) تعبدا لله وتحقيقاً للتعارف والتآلف والتعاون بين المسلمين، ولغرس معاني الود والمحبة والرحمة في قلوبهم حتى يشعر كل واحد منهم نحو الآخر أنه أخوه يشاركه في آماله وآلامه، هذا بالإضافة إلى مضاعفة الثواب وعموم البركة.


(١) سورة البقرة آية (٤٣) .
(٢) رواه البخاري ٣/٢٦١ ومسلم ١/١٩٦ وأبو داود ٢/٢٤٢، ٢٤٣ والترمذي ٣/٢٥٩، ٢٦٠ وابن ماجه ١/٥٦٨ وغيرهم.
(٣) اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجماعة، فقال الحنفية والمالكية: الجماعة في الفرائض غير الجمعة سنة مؤكدة للرجال العاقلين القادرين، وقال الشافعية: إنها فرض كفاية على الأصح، وذهب الحنابلة إلى أنها فرض عين ولكنها ليست شرطا لصحة الصلاة. انظر أقوال الفقهاء وأدلتهم في تبين الحقائق ١/١٣٢ وملتقى الأبحر ١/٩٣ والمنتقى ١/٢٢٨ والشرح الصغير ١/٤٢٨ ومغني المحتاج ١/٢٢٩ وكشاف القناع ١/٥٣٢.