تحدثنا في العدد السابق عن نشأة المكتبة الإسلامية وعن اهتمام الإسلام بالعلم وتدوينه وعن ازدهار المكتبات الإسلامية وانتشارها وضربنا أمثلة لذلك بخزانة الحكمة في بغداد وبالمكتبات الإسلامية في الأندلس وفي مصر الفاطمية. ثم تساءلنا عن مدى الاهتمام بالمخطوطات وتحدثنا عن خير الوسائل لحفظ التراث العربي الإسلامي. ثم تحدثنا عن ماهية المكتبة في العصر الحديث وعن موقع أمين المكتبة من الخدمة المكتبية وموقفه من المعرفة الإنسانية. وتحدثنا في شيء من الصراحة عن نواحي النقص الرئيسية التي تعاني منها المكتبات العربية. ثم تساءلنا بعد ذلك عمّا إذا كان من الممكن تقويم أداء المكتبة وبيان مدى ما تحققه من خدمة حالية وما يمكن أن تقدمه من خدمات مستقبلا؟
الجواب على هذا السؤال هو الذي نعالجه في مقالنا هذا إن شاء الله.
وبعد فإن أداء المكتبة - أي مكتبة - لوظيفتها يشمل تنظيم أقسام المكتبة وتوزيع الاختصاصات بينها وتحديد صلاتها بعضها ببعض ويشمل العمليات الإدارية المختلفة بالمكتبة من حيث الموظفون والمبنى والأثاث والأجهزة ويشمل كل العمليات المالية المتعلقة بإنفاق المكتبة لمخصصاتها ويشمل اختيار المواد العلمية من كتب ومطبوعات وغيرها ومن ثم إعدادها للاستعمال خلال إجراءات فنية خاصة ويشمل صيانتها وترميمها وتجليدها والتخلص من بعضها وتيسير استعمالها عن طريق إعارتها أوعن طريق إرشاد القراء لكيفية الانتفاع بها. وأداء الخدمة المكتبية قد يشمل فوق ذلك جهود المكتبة في توثيق التعاون مع مجتمعها أو مع غيرها من مكتبات أو مؤسسات علمية داخلية أو خارجية. ومن الجوانب الأساسية التي تثار عند تقويم مكتباتنا للحكم لها أو عليها.