رئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
أحمد الله تعالى وأصلي على نبيه، وأدعوه بحق وجهه أن يبارك جمعنا، وأن يجمع على الخير والبر قلوبنا، وأشكر الذين أتاحوا لي هذا اللقاء الطيب الكريم، أرجو أن يكون في صالح أعمالنا جميعا يوم لقائه.
وبعد:
فلقد واجهت أمتنا منذ نشأتها - بل من أول نداء في بطحاء مكة – واجهت التحديات في صور متعددة من الصد والكيد.
لكنها - بحمد الله - قد شقت طريقها ومضت بخصائصها ومقوماتها منتصرة ظافرة بفضل ربها، وكان لفاعلية الحركة فيها أثر بالغ في كسر الطوق الذي يحيط بها؛ وهذه الفاعلية نشأت من فطرة هذا الدين الذي حول النفوس - بإذن الله - من حال إلى حال.
نحن نشرف على نهاية القرن الرابع عشر من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونزيد عليه إذا عدنا إلى بداية الدعوة ونشأتها.
وهذا العمر المديد لأمتنا الإسلامية جدير أن يقدم لنا تجارب حية، ندرك منها جوانب الإيجاب والسلب في مسار هذه الأمة، فنأخذ بما حفظ أمرها وأعلى شأنها وأبقى عزها، ونطرح ما ساق لها الهوان والضعف، ويسر للطامعين أن يحققوا أحلامهم وأن يعيثوا في الأرض فسادا.